ليست مجرّد لقطة جماعيّة، بل مرآة صادقة لروح مخيّم سمّي العقد الذّهبيّ في يومه الأوّل.
صورة تُجسّد عديد القيم... وبداية لمغامرة واعدة.
زرقة السّماء وروح الانتماء
في قلب مدينة الحمّامات السّاحلية ، وتحت شمسٍ تونسيّةٍ مشرقة، التُقطت صورة استثنائية لـفوج الدّخلة بمنزل تميم، تُجسّد كلّ ما تعنيه الكشّافة من انضباط، وحدة، وانتماء...
في ساحة واسعة يملؤها الضّوء، اصطفّ الفتية والقادة في تناغم بصريّ مذهل. تدرّجات الزيّ الكشفيّ الأزرق تماهت مع زرقة السّماء، فيما ارتفعت الوجوه نحو العدسة بثقة واعتزاز. بدا وكأنّ الصّورة لا تلتقط لحظة عابرة، بل توثّق هويّة وانتماء.
في أعلى الخلفيّة، يرفرف العلم التونسيّ في حضن مبنى أبيض بأقواسه المتوسّطيّة، وكأنّ خليج الحمّامات قد فتح ذراعيه مرحّبًا بالفوج بين الاثنين: حضن الوطن ونسيم البحر.
هذه الصّورة ليست مجرّد لقطة جماعيّة، بل مرآة صادقة لروح مخيّم سمّي العقد الذّهبيّ في يومه الأوّل، تُحاكي الجمال، وتُلامس الشّعور، وتفتح الباب لصفحة جديدة من الذكريات الكشفيّة.
فوج الدّخلة بمنزل تميم: مسيرة تميّز و تفرّد
ينتمي فوج الدّخلة بمنزل تميم إلى جهة نابل، ويُعتبر أحد الفروع النّشيطة للكشّافة التّونسيّة. نشأ ليكون أكثر من مجرّد فضاء ترفيهيّ، بل منصّة تربويّة تُنمّي القيادة، روح المبادرة، والالتزام الاجتماعيّ لدى النّاشئة.
يتميّز الفوج بتنوّع أنشطته بين التّربية البيئيّة، الأعمال التّضامنيّة، التّكوين القياديّ، والأنشطة الثّقافية والتّعبيريّة. ومن أبرز ما يُميّزه في السّنوات الأخيرة، كورال فوج الدّخلة للأطفال، الذي أصبح أحد المكوّنات الفنيّة للفوج، التي تُعبّر عن الرّوح الجماعيّة وتُرسّخ المثل من خلال الفنّ الراقي.
المخيّم الصّيفيّ " العقد الدّهبيّ " 2025
وقد افتتح الفوج مؤخرًا مخيّمه الصّيفي بمدينة الحمّامات، ونحن الآن في يومه الأول، لكنّه بدأ بإشارات قويّة تعكس حسن التّنظيم، و إشعاع الحماس، والجاهزيّة.
بين السّهرات، الأنشطة البدنيّة، الورشات التّكوينيّة، والغناء الجماعيّ، يستعدّ الفتية لخوض تجربة لا تُنسى. هذا المخيّم ليس محطّة راحة، بل خليّة حيّة للبذل وإنماء الشّخصية الكشفيّة، وفرصة لإعادة اكتشاف الذّات في إطار المجموعة.
في انتظار ما يجود به الغد...
وبينما أسدل اليوم الأول ستائره على مشاهد من الانسجام والبهجة، نُصغي إلى ما قد يجود به الغد … فربّما يحمل اليوم الثاني في طيّاته أغنية جديدة، لقاءً لا يُنسى، أو مغامرة ترسخ في الذّاكرة.
في كلّ خطوة، يُؤكّد الفوج أنّ الكشافة ليست مجرّد نشاط عرضيّ، بل أسلوب حياة، ومسيرة متواصلة من التّربية، الفنّ، و الجهد الجماعيّ.