📁

العبقريّة بيئة ملائمة وتدريب عميق طويل المدى.

توفير بيئة داعمة و تدريب عميق طويل الأمد لتنمية مهارات الأطفال المواهب و العباقرة.

العبقريّة تبدأ بالموهبة و تُثبَّتُ بالمجهود.



الموهبة و العبقريّة |    العبقرية فيها جانب فطري وهبة من الله، وفيها جانب مكتسب ومصقول بالتجربة.

العبقرية هي قدرة عقلية خارقة تتجاوز المعدل الطبيعيّ بكثير في مجال معيّن، وتؤدي إلى إبداع أو إنجازات استثنائية لها أثر طويل المدى. و في علم النفس تُعرّف العبقرية بأنها القدرة على إنتاج أفكار أو أعمال جديدة وأصيلة (إبداع)، ترتكز على ذكاء عالٍ بشكل ملحوظ، وتؤدّي إلى تأثيرات مميّزة في الثّقافة أو المعرفة أو الفن...

العالِم الأمريكي لويس تيرمان - Lewis Terman وهو من روّاد قياس الذّكاء، ربط العبقرية بمعدل ذكاء (IQ) يفوق 140، لكن هذا التصنيف أصبح اليوم غير كافٍ لوحده. أمّا عند كانط - Kant العبقرية هي القدرة الفطريّة على إنتاج ما لا يمكن أن يُستنتج من قواعد أو تعليمات مسبّقة، أي أنّها تخرق النّمط وتتجاوز القواعد المعروفة.

التّمييز بين الموهبة و العبقريّة


المفهوم الموهبة العبقريّة
النطاق محدّد في مجال معيّن شامل وعابر للمجالات
الابتكار أداء متقن لمهارة مكتسبة إنتاج جديد وأصيل
الأثر نجاح أو تميّز شخصيّ تغيير عميق في الثّقافة / العلم

عناصر العبقريّة حسب الدّراسات الحديثة

تتكوّن العبقريّة غالبًا من ثلاثة عناصر أساسية:

  • الذكاء المرتفع (لكن ليس كافيًا بمفرده).
  • الإبداع
  • الاجتهاد والانضباط الذاتيّ.

أمثلة تطبيقيّة

  • ليوناردو دا فينشي : عبقريّ لأنّه جمع بين الفنّ والعلم والهندسة والخيال.
  • موزارت : عبقريّ في الموسيقى، أنتج مقطوعات معقّدة منذ طفولته، لكن واصل دراستها طوال حياته.
  • ستيفن هوكينغ : عبقريّ في الفيزياء رغم الإعاقة الجسديّة، والسبب: التفكير غير التقليديّ.

نظريات تؤكد أن العبقرية تُبنى

لا يمكن صناعة عبقريّ من مادة خام خالية تمامًا، لكن يمكن تحويل الشّخص الموهوب أو العادي إلى عبقريّ عبر بيئة ملائمة وتدريب عميق طويل المدى.

1. نظرية العشرة آلاف ساعة - Malcolm Gladwell:
تنصّ على أنّ التميّز أو "العبقريّة الظاهرة" في أيّ مجال تتطلب ما لا يقل عن 000 10 ساعة من التّدريب المنظّم. فكثير من العباقرة مثل موزارت أو بيتهوفن، بدأوا تدريباتهم منذ الطّفولة، بتوجيه مكثّف ومنهجيّ.
2. نظرية الذّكاء المتعدّد - Howard Gardner:
ليست هناك عبقريّة واحدة، بل عدّة أنواع من العبقريّة (لغويّة، منطقيّة، موسيقيّة، حركيّة، اجتماعيّة...). فأي شخص يمكن أن يظهر عبقريّة في مجال يناسب تركيبته الذّهنية، لو توفّرت البيئة الحاضنة.
3. نظرية النمو - Carol Dweck:
الفرق بين الشّخص الذّكيّ والعبقريّ في الإيمان بأنّ القدرات تتطوّر عبر الجهد والمثابرة وليس بالموهبة فقط. وهنا تقول كارول دواك العقليّة النّامية تُنتج عبقريّة مع الوقت.

والدّراسات التي أجريت على أطفال متفوّقين أظهرت أنّ العوامل الأسريّة (الدّعم – الانضباط – التحدّي) تلعب دورًا مركزيًّا في هذا الشّأن. و كثير من العلماء الكبار لم يظهروا تميّزًا طفوليًّا، لكنّهم تطوّروا عبر إصرار عميق ومثابرة استثنائية. فالعبقريّة عندما تتضافر الاستعدادات الفطريّة ولو بنسبة محدودة، مع بيئة داعمة، وتدريب طويل المدى، وتحفيز داخليّ قويّ لاكتشاف الجديد وتجاوز المألوف.

اكتشاف الأطفال الموهوبين أو العبقريين

التفطّن للأطفال الموهوبين أو العبقريين في سنّ مبكّرة أمر بالغ الأهميّة، لأنّه يسمح للأطراف المتدخّلة بتوفير لهم بيئة تنمّي قدراتهم وتجنّب تضييعها.

المفهوم الموهوب ( ة ) العبقريّة
الذكاء فوق المتوسط خارق وغير تقليديّ
الأداء ممتاز في المهام يبتكر ويغيّر القواعد
السرعة يتعلّم بسرعة يربط أفكارًا جديدة بطرق فريدة
العمر يظهر التميّز في المدرسة قد يظهر التميّز حتى قبل المدرسة

علامات الطّفل الموهوب

1. القدرات المعرفيّة

  • - يمتلك مفردات لغويّة واسعة في سنّ مبكرة.
  • - يطرح أسئلة عميقة (لماذا؟ ماذا يحدث لو؟)
  • - يفهم المفاهيم المجرّدة قبل أقرانه.
  • - يتعلّم بسرعة دون تكرار كثير.

2. الذاكرة والانتباه

  • - يتذكر التفاصيل بدقة مذهلة
  • - ينتبه لأشياء لا ينتبه لها أقرانه
  • - يستطيع التركيز في نشاط يحبّه لساعات

3. الإبداع والخيال

  • - يخترع ألعابًا أو قصصًا من خياله
  • - يجد حلولًا غير مألوفة للمشاكل
  • - يغيّر القواعد أو يطوّرها عند اللعب

4. السّمات الشخصية

  • - حسّاس عاطفيًا ويملك حسًّا أخلاقيًا مبكّرًا
  • - يفضّل صحبة الأكبر سنًّا أو الكبار
  • - يحبّ الانعزال أحيانًا للتركيز
  • - يتمرّد على الرّوتين أو القواعد دون سوء نيّة

أدوات التّشخيص

في المدرسة:

  • - الطّفل ينجز المهام قبل الآخرين، يطلب تحدّيات إضافيّة، يسأل أسئلة غير عاديّة.
  • - إنجاز اختبارات الذكاء الرسمية
  • - مقابلات مع الأولياء: فهم عادات الطفل في المنزل.

في البيت:

  • - مراقبة تصرّفاته أثناء اللّعب والتعلّم
  • - تسجيل ملاحظات على أسئلته، هواياته، ردود فعله
  • - تعريضه لتحدّيات واكتشاف مدى سرعة التعلّم

ما العمل إن اكتشفنا العبقرية؟

  • - عدم إرهاقه: لا يجب أن نحوله إلى آلة أداء.
  • - دعم اهتماماته: توفر أدوات وتجارب حقيقية كتب، آلات، برمجيات، ورشات، ...
  • - تعليم مرن ومخصّص: يجب أن يجد تحدّيًا كافيًا.
  • - التحفيز المستمرّ والتقدير: أهمّ من المكافآت الماديّة، هو أن يشعر بالفخر بما ينجز.

الموهبة أو العبقرية قد تمرّ دون أن نلاحظها، إن لم نكن حذرين ومهتمّين. وكلّ طفل عبقريّ بحاجة لراشد يؤمن به ويضعه على طريق الاكتشاف والتّطوير.

العوامل التي "تقتل" العبقرية والموهبة:

الضّغط الزائد -كن عبقريًا أو لا تكون- الطّفل أو الشّاب يشعر أنّه مُجبر على النّجاح والتفوّق دائمًا فيؤدي ذلك إلى القلق، الانهيار، أو حتّى كره المجال نفسه.

التّقليل من القدرات أو التجاهل مثل قول: هذا لعب صغار أو ما عندك ما تنجز بالغناء يُشعر الطّفل أو الشّاب أن موهبته لا قيمة لها فالاحتقار أو السّخرية يدمّران الثّقة بالنّفس و الموهبة تُدفن لأنّ البيئة ترفضها.

البيئة العقيمة كالمدرسة أو الأسرة بيئة تعتمد التّلقين ، لا تطرح أسئلة، لا تقبل الأفكار الجديدة، تكرّس التّقليد، تُعاقب الطّفل المختلف أو الفضوليّ، لا تستثمر الخطأ، ...

الخوف من الفشل غياب ثقافة التّجريب واستثمار الخطأ . العبقري عادة ما يُخفق كثيرًا قبل أن ينجح، وإذا خاف من الفشل، لن يجرّب أصلًا فالإبداع لا يعيش في بيئة تخاف الخطأ.

الرّوتين والانضباط المفرط جداول صارمة، مواد محدّدة، لا وقت للخيال، العبقرية تحتاج هامشًا من الفوضى البنّاءة واللّعب الحرّ أفضل الأفكار تأتي أثناء اللّعب الذّهنيّ.

مقارنة الطّفل أو بالآخرين تقضي على الدّافعية الذاتيّة، وتخلق شعورًا بالدّونية قارن الشّخص بنفسه، بنسخته السابقة أي عمّ ا كان عليه.

التّعجيل بالنّتائج العبقريّة لا تنمو بين ليلة وضحاها، كثير من الأولياء والمعلّمين يريدون نتائج فوريّة الموهبة تنمو بصبر وتدريب طويل المدى.

أهم نقاط ضعف العبقري والموهوب و سلبياته

  1. 1
    الحساسيّة الزّائدة:
    الموهوبون غالبًا حسّاسون جدًا، عاطفيًا وأخلاقيًا. يتأثّرون سريعًا بالنّقد أو الظلم يعيشون المشاعر بعمق أكثر من أقرانهم قد يدخلون في نوبات قلق أو اكتئاب بسهولة.
  2. الملل السّريع:
    لأنّ ذهنهم أسرع من المناهج التّقليديّة، يشعرون بالملل بسرعة. يتشتّتون في القسم يبدؤون أشياء كثيرة دون إنهائها، يبحثون دائمًا عن تحدّ جديد قد يُوصَفون خطأً بأنّهم فوضويون أو غير منضبطين.
  3. صعوبة التّواصل مع أقرانهم:
    يواجهون عزلة اجتماعيّة لأنهم مختلفون ، اهتماماتهم ليست كاهتمامات باقي الأطفال، يُفضّلون الحديث مع الكبار أو البقاء بمفردهم، يعانون أحيانًا من الشعور بـالغربة، خصوصا عندما لا يجدون من يشاركهم شغفه.
  4. نقد الذّات بقسوة:
    لأنّ مستواهم الدّاخلي من التّوقعات عالٍ جدًا، يُصبحون صارمين مع أنفسه، فلا يرضون إلا بالكمال، يرون إنجازاتهم غير كافية، يخافون من الفشل رغم مهاراتهم، هذه الصّفة قد تؤدّي إلى احتراق ذهنيّ أو انسحاب.
  5. رفض السّلطة و التّوجيه التّقليديّ:
    لديهم تفكير مستقلّ، ممّا يجعلهم يتصادمون أحيانًا مع النّظام، فلا يقبلون الأوامر دون فهم السّبب، يراجعون المعلّم أو يتحدّونه أحيانًا، يظهرون عنادًا لكنّه في الحقيقة تفكير نقديّ.

🔑 كلمات مفتاحية

عبقرية موهبة بيئة داعمة تدريب طويل الأمد التحفيز تطوير المواهب التعلّم العميق الإبداع النمو المعرفي الابتكار نقاط ضعف العبقريّ سلبيات الموهوب
تعليقات