📁

مدرسة اليوم... هل تواكب العصر أم تكرّر ما مضى ؟

طفل اليوم لا يشبه طفل الأمس... فهل حان وقت التّغيير

مدرستنا اليوم هل تشبّثت بالماضي، أم تُعدّ للمستقبل.



الحياة المدرسيّة |    التّعليم في زمن الذكاء الاصطناعي: سؤال يستحق التأمّل.

في زمن تتسارع فيه التّكنولوجيا وتتشكّل فيه الوظائف كلّ يوم من جديد، يقف التّعليم حائرًا أمام سؤال جوهريّ: هل ما زالت المدرسة تُعدّ الطّفل للعالم الحقيقيّ؟ بين جدران الصّفوف ودفاتر التّمارين، يزداد القلق من فجوة تتّسع بين ما يتعلّمه الأطفال وما يحتاجه العالم منهم.

الذّكاء الاصطناعيّ على الباب

أصبح الذّكاء الاصطناعي اليوم أداة في يد التّلميذ فهو يكتب، يترجم، يلخّص، ويشرح. في المقابل، بعض المدارس ما تزال تمنعه، تخافه، أو تعتبره غشّا أو مدعاة للتّواكل! فهل يجب أن نخاف من هذه الأدوات؟ أم ندرّب أبناءنا على استثمارها بذكاء ومسؤولية؟

العالم يتغيّر أمّا المناهج فلا

البرامج الدّراسية في كثير من البلدان ما تزال تكرّر نفس الْمواضيع، بنفس الْأسلوب، منذ عشرات السّنين. بينما تظهر كلّ يوم مهن جديدة ومهارات مختلفة. فهل نجرؤ على إعادة التّفكير في محتوى ما نعلّمه؟ أم نظلّ نُعدّ أبناءنا لعالم لم يعُد موجودًا؟

التعليم الجديد يحمل شعار نحو إنسان يُفكّر قبل أن يحفظ ربّما آن الأوان لمدرسة مختلفة أن تُعلّم الطّفل كيف يتعلّم، لا فقط ماذا يتعلّم. مدرسة تشجّع التساؤل، تعلّم العمل الجماعيّ، وتمنح المتعلّمين مساحة للتّجريب والخطأ. هكذا فقط يمكننا بناء جيل يتكيّف لا جيل يُلقّن.

" إذا علّمنا اليوم كما علّمنا بالأمس، فإننا نسرق أطفالنا من الْغد. "

ربّما آن الأوان لمدرسة مختلفة أن تُعلّم الطّفل كيف يتعلّم، لا فقط ماذا يتعلّم. مدرسة تشجّع التساؤل، تعلّم العمل الجماعيّ، وتمنح المتعلّمين مساحة للتّجريب والخطأ. هكذا فقط يمكننا بناء جيل يتكيّف لا جيل يُلقّن.

التّعليم ليس تلقينًا، بل تربية وتهيئة لحياة دائمة التغيّر. إن أردنا لأطفالنا أن يكونوا فاعلين في عالم الذّكاء الاصطناعيّ، علينا أن نُربّي عقولاً حرّة، ناقدة، تتعلّم لتُبدع، لا لتُكرّر. والسّؤال الكبير الذي يُطْرَحُ:
هل نملك الشّجاعة لنُعيد بناء المدرسة من جديد؟

إعادة البناء

حال مدرستنا اليوم كحال جدار قديم تعلّقنا به رغم تشقّقه. إعادة بناء المدرسة لا تعني فقط تغيير الجدران أو تحديث المناهج، بل تعني تغييرًا في الفكر التربوي نفسه. أحد أهمّ المسارات، أن نكفّ عن تصدير الأوامر ونبدأ في طرح الأسئلة. أن نعلّم الطّفل كيف يُفكّر، لا فقط ماذا يتذكّر. أن نُؤمن أنّ اللّعب، والتّجريب، والفضول، ليسا ترفًا، بل جوهر التّعلّم.

لكنّ الأمر يتطلّب شجاعة جماعيّة:

  • من المربّي الذي عليه إعادة النظر في موقعه في العمليّة التّربويّة، في دوره وفي وظيفته.
  • من أصحاب القرار و القائمين على شؤون قطاع التّعليم الذين عليهم التّخلّى عن السّلطة لصالح الإبداع. و الانتكار في إطار التّجديد من أجل مسايرة التّغيّرات الاقليميّة و العالميّة.
  • من الوليّ الذي يثق أنّ طفله لا يحتاج إلى علامات، بقدر ما يحتاج إلى معان ذات دلالة من أجل مستقبل واعد.
" الهدف الأساسيّ من التّعليم هو خلق أفراد قادرين على فعل أشياء جديدة، لا تكرار ما فعله الآخرون. "

نعم، نحن نملك الشجاعة… فقد تكلّمنا كثيرًا، ناقشنا، وعبّرنا عن رغبتنا في التّغيير. لكن السؤال الأكثر صدقًا:
هل نملك الإرادة؟

الإرادة ليست شعارًا يُعلّق على الجدران، وليست خطابات تُلقى في المؤتمرات، إنّها اختيار يوميّ، أن نكسر السّائد، أن نعيد النّظر في ما اعتبرناه مُسلّمات، أن نضع مصلحة التّلميذ فوق كل حساب إداريّ أو سياسيّ أو اجتماعيّ. أن نُربّي لا فقط على الطّاعة، بل على الحريّة. أن نعلّم لا فقط للنّجاح في الامتحان، بل لننجح في الحياة. أن نسمح لأطفالنا أن يسألوا، لا أن يحفظوا فقط. التّغيير الحقيقيّ لا يبدأ من الوثائق، بل من القلوب. من مربٍّ يجرؤ أن يكون مختلفًا، من مدرسة تؤمن بإنسانيّة التّلميذ لا فقط ببرنامجه. نعم، نحن نملك الشّجاعة... ولكن بدون الإرادة، تظلّ الشّجاعة مجرّد نيّة مؤجّلة. فهل نملك الشّجاعة كي نحيا إرادتنا؟

" التعلّم ليس نتيجة التّعليم، بل نتيجة النّشاط الذّاتي للتّلميذ. "

🔑 كلمات مفتاحية

التعليم في العصر الحديث مناهج قديمة الذكاء الاصطناعي والتربية تأملات تربوية تطوير التعليم المدرسي نقد التعليم أزمة التعليم التعليم التقليدي مهارات القرن 21 المدرسة اليوم مستقبل الأطفال الإصلاح التربوي
تعليقات