المدرّس | إصلاح تقييم في الإنتاج الكتابي | ||
---|---|---|---|
جلال حمام | في مجال اللّغة العربيّة | ||
2024 - 2025 | السّنة السّادسة | إنتاج كتابيّ | الثّلاثيّة الثّانية |
نص الموضوع
بَعْدَ يَوْمٍ حَافِلٍ بِالدِّرَاسَةِ ، وَجَدَ رَامِي أَصْدِقَاءَهُ يَلْعَبُونَ كُرَةَ اَلْقَدَمِ ، وَبِمَا أَنَّهُ يَعْشَقُ هَذِهِ الْلُّعْبَةَ فَقَدْ اِنْضَمَّ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُ يُزِيلُ عَنْ نَفْسِهِ مَتَاعِبَ يَوْمِهِ . لَكِنَّهُ أَضَاعَ حَقِيبَتَهُ .
اكْتُبْ نَصًّا سَرْدِيًّا تَتَحَدَّثُ فِيهِ عَنْ انْشِغَالِهِ عَنِ اَلْحَقِيبَةِ وَمَا حَدَثَ بَعْدَ ضَيَاعِهَا ثُمَّ مَا خَلَّفَتْهُ اَلْحَادِثَةُ فِي نَفْسِهِ .
التّخطيط و الصّياغة
المعطى | المطلوب | |
---|---|---|
1. | |
|
2. | |
|
3. | |
|
وضع البداية
○ الزمن: بعد يوم دراسي طويل.
○ المكان: قرب المدرسة، في ساحة رملية.
○ الشخصيات: رامي (بطل القصة)، أصدقاؤه، الأم، الأب، المدير.
○ انشغال رامي باللعب مع أصدقائه يجعله ويتركها دون رقابة.
سياق التّحوّل
○ نهاية اللعب واكتشاف اختفاء الحقيبة.
○ حالة الارتباك والبحث العشوائي في الساحة.
○ تأنيب الأم واستدعاء الأب.
○ الخروج للبحث عنها دون نتيجة.
○ خيبة أمل كل الشخصيات (رامي، الأم، الأب).
○ اتصال مفاجئ من مدير المدرسة.
○ استعادة الحقيبة.
○ عودة الفرح إلى العائلة.
○ نهاية اللعب واكتشاف اختفاء الحقيبة.
وضع الختام
○ إبداء الرّأي و الشّعور.
الأداء المنتظر
بعد يومٍ حافل بالدّراسة، خرج رامي من المدرسة وهو يتوقُ إلى لحظةٍ من التّسلية و المتعة. لمح أصدقاءه يلعبون كرة القدم في ساحة ترابيّة قرب المدرسة، فتأجّج شغفه المعتاد بهذه اللّعبة. دون تردّد، وضع حقيبته جانبًا وانطلق نحو الكرة، تاركًا وراءه كل ما يربطه بصخب اليوم الدراسيّ.
كان اللّعب متنفّسًا حقيقيّا له، ، يركض ويضحك، كأنّه نسي العالم. لكن، حين انقضت المباراة واقترب المساء، التفت رامي إلى حيث وضع حقيبته... فلم يجدها. جال بعينيه المكان، ثمّ هرع في كل اتجاه، يسأل، يبحث، يتحسّس الأرض. لكن لا أثر للحقيبة.
الصدمة كانت أقوى من أن تُخفى. الحقيبة لم تكن مجرّد قطعة قماش. كانت تحمل كتبه، دفاتره، واجباته، وهاتفه القديم. لكّنها كانت أيضًا رمزًا لتعبه، لسعيه، لروتينه اليوميّ الذي يحاول أن يُتقنه رغم سنّه الصّغير.
في طريق العودة، خيّم الصمت على قلب رامي. شعر بالذّنب لأنّه انشغل عن الحقيبة، وبالأسى لأنّه فقد أشياءه الثّمينة، وبالخذلان لأنّ لحظة لهو قد كلّفته الكثير. في تلك اللحظة، تعلّم رامي درسًا لن ينساه: أنّ التّسلية لا يجب أن تُنسيَ المسؤولية، وأنّ الحذر لا يقلّ أهميّة عن الشّغف.
عاد رامي إلى البيت بخطوات ثقيلة، ووجه يروي همّه قبل أن ينطق به. فتحت والدته الباب بلهفة، لكنّه لم يكن يحمل الحقيبة التي تعرفها جيدًا، تلك التي كانت ترافقه كلّ صباح ومساء. وما إن أخبرها بما حدث، حتّى تغيّرت ملامحها. الغضب امتزج بالقلق، وتأنيبها لم يكن قاسيًا بقدر ما كان خيبةً ممزوجة بالخوف.
- كيف تترك حقيبتك ! ؟ ألم أقل لك أن تنتبه دائمًا لأغراضك ؟! كانت وقع كلماتها كالسّياط على قلبه، لكنّها كانت نابعة من حرص الأمّ وخوفها على ابنها ومستقبله. لم يجد رامي ما يقوله سوى الصّمت، وعيناه تمتلئان بالنّدم.
في تلك اللّحظة، لم يقبل رامي لوم أمّه بسهولة. لم يكن تأنيبها هو ما أوجعه فقط، بل شعوره بأنّه خيّب ظنها. لم يكن يريد إلّا أن يفرح، أن ينسى ضغط اليوم الدراسيّ بلحظة لعب، لكنّ النّتيجة كانت درسًا قاسيًا لن ينساه.
لم يمرّ وقت طويل حتى أمسكت الأم بهاتفها، تتّصل بوالده وتخبره بما جرى. جاء الأب بسرعة، كانت ملامحه متوتّرة لكنّه التزم الهدوء، على عكس الأمّ التي ما زال مزاجها يتراوح بين القلق و الانزعاج. نظر إلى رامي نظرة فهمٍ دون أن يصرخ، ثم قال: - لنذهب حيث أضعتها.
خرج الثلاثة ، والظّلام بدأ يزحف على الأزقّة. كان رامي يسير بين والديه، يحمل في قلبه أملاً صغيرًا بأن تكون الحقيبة لا تزال هناك، في مكان ما على الأرض التي لعب فوقها بحماس. وصلوا إلى السّاحة، تفحّص الأب الزوايا، والأمّ تنادي بصوت خافت لعلّ أحد هم يكون قد وجدها. أمّا رامي، فكان قلبه ينبض بقوّة، يتمنّى لو يعود الزّمن للوراء. لكنّ الحقيبة لم تكن هناك. لا أثر لها. واقفون في السّاحة الفارغة، تحت ضوء مصباح خافت، لم يكن أمامهم سوى العودة بخطى حزينة.
وفي الطريق، وضع الأب يده على كتف رامي وقال:
- أرجو أنّك قد تعلّمت من خطئك.
كان الصمت هو سيد الموقف. رامي، يمشي بعينين مطأطأتيْن، يحمل في صدره شعورًا بالذنب. خيبة أمله لم تكن فقط لفقدان الحقيبة، بل لأنّه شعر وكأنّه خسر ثقة والديه، وخيّب ظنهما بعد أن كانا يريان فيه الطّفل المسؤول. الأمّ، على الجانب الآخر، تخفت نار غضبها لتتحوّل إلى حزن دفين. لم تكن غاضبة من ابنها بقدر ما كانت خائفة عليه، على مستقبله، على تهاونه، وعلى تعلّمه من الحياة دون أن يتأذّى كثيرًا. خيبتها قرأها رامي في عينيها كلما رمقته بنظرة طويلة.
أمّا الأب، فقد كانت خيبته هادئة كطبعه. لم يوبّخ، لم يصرخ، لكنّه كان يتمنّى لو أنّ ابنه تعلّم الدّرس قبل أن يدفع الثّمن. كان يرى في هذا الموقف تجربة تُربّيه، لكنه لم يُخفِ حزنه لأن شيئا بسيطًا، كالحقيبة، أخذ من ولده راحته وفرحه وتركه في حيرة لم يعهدها من قبل. هكذا، عادوا للبيت بثلاثة قلوب مثقلة. حقيبة واحدة، ضائعة، خلّفت في النّفوس أثرًا لن يُنسى.
وبينما كان الصّت يخيّم على البيت، رنّ هاتف الأب. نظر إلى الرّقم بقلب عامر بالأمل كان المتّصل مدير المدرسة، بصوته الهادئ قال:
- الحقيبة عندي…
ذُهل الأب، وردّ بسرعة:
- هذا خبر يسعدني ! كيف وصلت إليك ؟
أضاف المدير:
- أحد المارّة لاحظ الحقيبة. فأتى بها إلى المدرسة. ولمّا فتحتها، عرفت أنّها لرامي، وها أنا اتّصل بك.
في تلك اللحظة، ارتسمت ابتسامة واسعة على وجه الأب، ونادى رامي بصوتٍ ملؤه الفرح:
- رامي، يبدو أنّ احدهم قد سبقنا و أخذ المحفظة إلى مدرستك.
ركض رامي باتجاه والده، وعيناه تلمعان بالأمل. لم يصدّق أن قصته ستُختم بهذه الصّورة. رافق والده فاستقبله المدير بابتسامة. شكره الأب بحرارة، وأمسك رامي بحقيبته وكأنها كنزٌ استُعيد بعد فقدٍ.
عاد الاثنان إلى البيت، لكن هذه المرّة كانت القلوب خفيفة، والوجوه مبتسمة مستبشرة، و النّفوس مطمئنّة. انتهت الأزمة، لكنّ درسًا بقي محفورًا في قلب رامي الخطأ واردٌ لكنّ الفرج قد يأتي من حيث لا ندري.
✨ اقرأ أيضًا:
الحقيبة الضائعة – وضعيّة التّقييم لهذا المنتوج للسنة السادسةتجدون عبر هذا الرّابط وضعيّة التّقييم لهذه القصّة.
🔍 اكتشف التقييم الآن