نص الموضوع
كانَ مَجْدِي مُوَاظِبًا عَلَى شِرَاءِ مَجَلَّةٍ لِلْأَطْفَالِ وَفِي اَلْعَدَدِ اَلْأَخِيرِ قَرَأَ فِي اَلصَّفْحَةِ اَلْأَخِيرَةِ مَا يَلِي:
مُسَابَقَةٌ لِلْأَطْفَالِ:
يَنْشطُ مَهْرَانُ فِي جَمْعِيَّةٍ لِلْعَمَلِ التَطَوُعِيِّ فَيَقْصِدُ كُلّ عُطْلَةٍ صَيْفِيَّةٍ قَرْيَةً أَوْ مَدِينَةً فَيُسَاعِدُ أَهْلَهَا فِي أَعْمَالٍ كَثِيرَةٍ. قَصَدَ مَرَّةَ قَرْيَةً صَغِيرَةً قُرْبَ مَحْمِيَّة إِشْكَلْ، وَهُنَاكَ سَاعَدَهُ رِفَاقُهُ فِي أَعْمَالِ صِيَانَةِ اَلْمَدْرَسَةِ. وَفِي اَلْمَسَاءِ كَانَ يَقُومُ بِجَوْلَةٍ فِي غَابَةِ اشْكَلَ. َذَاتَ مَرَّةٍ...
اكْتُبْ نَصًّا طَرِيفًا تَتَصَوَّرُ فِيهِ اَلْمُغَامَرَة اَلَّتِي حَدَثَتْ لِبَطَلِنَا مَهْرَانَ وَأَوْرِدْ فِيهِ بَعْضَ مَا تَعْرِفُهُ عَنْ مَحْمِيَّةِ إِشْكَلْ.
التّخطيط و الصّياغة
المعطى | المطلوب | |
---|---|---|
1. | اطّلاع مهران على خبر المسابقة. | سفر مهران إلى محميّة إشكل. |
2. | المشاركة فيها. | سرد وقائع مغامرته هناك. |
3. | فوزه بها و نيل الجائزة الأولى. | إدراج معلومات حقيقيّة عن محميّة إشكل. |
1. وضع البداية
○ الزّمان: مساء هادئ..
○ المكان: غرفة مجدي (على سريره، يقرأ مجلته).
○ تحديد الشّخصيات: مجدي (التلميذ القارئ والمشارك في المسابقة).
○ ذكر المشروع ( مجدي يشارك في مسابقة للأطفل حول العمل التّطوّعيّ. )
2. سياق التّحوّل
○ انطلاق مهران مع أصدقائه في عمل تطوعيّ لصيانة المدرسة.
○ .القيام بجولة استكشافية داخل محمية إشكل
○ ضياعه وسط الغابة.
○ .عودته سالمًا إلى أصدقائه
○ مهران يقدّم معلومات علمية عن محمية إشكل.
○ مهران يفيد أصدقاءه بمعلوماته القيّمة.
○ وعي مهران بضرورة حماية ثروات البلاد.
○ شعوره بالفخر و اعتزازه بالتّجربة.
3. وضع الختام
○ فوز مجدي بالمرتبة الأولى في المسابقة.
○ ابتهاجه وشعوره بالسعادة.
الأداء المنتظر
في مساء هادئ، جلس مجدي فوق سريره، يقلّب صفحات مجلّته المفضّلة للأطفال. وبينما كانت عيناه تتنقّلان بين الصّور والقصص، توقّف فجأة عند إعلان في الصّفحة الأخيرة: " مسابقة للأطفال: اكتب نصًا طريفًا تتصور فيه مغامرة بطلنا مهران في محمية إشكل! " لمعت عينا مجدي حماسًا. حمل قلمه وورقته، وأطلق لخياله العنان، ليروي مغامرة شيّقة اختار لها مهران كشخصية بطلة سيعيشها بين أحضان الطبيعة الخلابة، وسط غابة إشكل السّاحرة برفقة أصدقاء له.
لم يكن مهران يتخيل أنّ عطلة الصيف هذه ستنقلب إلى رحلة عمر لن تُمحى من ذاكرته. شدّ رحاله مع رفاقه صوب قرية صغيرة تتوسد محمية إشكل الشهيرة. هناك، انهمكوا منذ الصباح الباكر في صيانة المدرسة: دهنوا الجدران، أصلحوا الأبواب المتهالكة، وجمّلوا الساحة بالزهور. كان العرق يتصبب من جباههم، غير أن شعور العطاء أضفى على تعبهم طعماً من الرضا العميق.
اقترح مهران أن يقوموا بجولة استكشافية في الغابة المجاورة. ولأنّ محميّة إشكل كانت تُعرف بتنوّعها البيئيّ السّاحر - من بحيرتها الخلّابة إلى غاباتها الكثيفة التي تؤوي مئات الطّيور المهاجرة - لم يتردّد أحد في قبول الفكرة.
انطلقت المجموعة وسط دروب ملتوية تحت ظلال السّنديان. كان النّسيم محمّلا بعطر الأرض الرّطبة وصوت حفيف الأوراق. غير أنّ القدر كان يخبّئ لمهران مغامرة لم تخطر قطّ تخطر على بال. فبينما كانوا يتوغّلون في الأدغال، انفصل مهران عن رفاقه، وهو مأخوذ بتتبّع طائر جميل يلمع ريشه كالذّهب تحت أشعّة الشّمس المائلة إلى المغيب.
مضت الدّقائق ثقيلة ... ثمّ السّاعات. وجد مهران نفسه وحيداً في عمق الغابة. ساد الصّمت إلّا من أنين الرّيح بين الأغصان. ارتجف قلبه. حاول العودة، لكن كلّ الدّروب بدت متشابهة، موغلة في الظّلمة. في تلك اللحظة الحرجة، هبّت عاصفة مباغتة، وانهمرت الأمطار مدراراً. تاهت الرؤية، وتشبّث مهران بجذع شجرة هرمة وهو يكافح الرّعب الذي اجتاحه. كان المنعرج حاسما ً: إمّا الاستسلام للخوف، أو التسلّح بالشّجاعة. أغمض عينيه لحظة، استجمع شتات ذهنه، ثم تذكّر نصيحة والده:
- حين تضلّ طريقك، استعن بعلامات الطّبيعة : صوت المياه، اتجاه الريح، نور القمر، النّجوم في السّماء ...
مضت الدّقائق ثقيلة ... ثمّ السّاعات. وجد مهران نفسه وحيداً في عمق الغابة. ساد الصّمت إلّا من أنين الرّيح بين الأغصان. ارتجف قلبه. حاول العودة، لكن كلّ الدّروب بدت متشابهة، موغلة في الظّلمة. في تلك اللحظة الحرجة، هبّت عاصفة مباغتة، وانهمرت الأمطار مدراراً. تاهت الرؤية، وتشبّث مهران بجذع شجرة هرمة وهو يكافح الرّعب الذي اجتاحه. كان المنعرج حاسما ً: إمّا الاستسلام للخوف، أو التسلّح بالشّجاعة. أغمض عينيه لحظة، استجمع شتات ذهنه، ثم تذكّر نصيحة والده:
فتح مهران عينيه على أمل جديد. أنصت بدقّة، فالتقطت أذناه خرير جدول صغير. اتجه نحوه بخطوات حذرة عبر الطّين والمستنقعات. بالفعل، قاده الجدول إلى أطراف الغابة، حيث لمح أضواء خافتة تلوح عبر الأشجار, ركض بكل ما أوتي من قوّة حتى وصل وهو يلهث، يغمره شعور بفرحة النّجاة. استقبله رفاقه بالعناق و التّرحيب، و قصّ عليهم ما حدث معه3 كما أبدى إعجابه بهذه المحميّة فقال:
- تعلمون، يا أصدقائي، أنّ محميّة إشكل ليست مجرّد غابة أو بحيرة جميلة... إنّها كنز طبيعيّ نادر. نحن في منطقة طبيعيّة محميّة تقع شمال البلاد التونسيّة، على بعد حوالي عشرين كيلومترًا جنوب مدينة بنزرت. تمتدّ المحمية على مساحة تقدّر بحوالي 12 ألف هكتار، وتضم بحيرة إشكل الشّهيرة التي تعتبر من أهمّ المسطّحات المائيّة العذبة في شمال إفريقيا. تتميّز محميّة إشكل بتنوّع بيولوجيّ غنيّ، حيث تحتوي على أكثر من مائتيْ نوع من الطّيور، من بينها طيور مهاجرة تقصد المحميّة سنويًّا للتّكاثر أو للرّاحة خلال رحلاتها الطّويلة، مثل طائر الفلامينغو الورديّ وطائر أبو ملعقة. إضافة إلى ذلك، تحتضن المحميّة أنواعًا عديدة من النّباتات والحيوانات البريّة، منها ما هو مهدّد بالانقراض. بفضل أهميتها البيئيّة، أُدرجت محميّة إشكل سنة 1980 ضمن قائمة التّراث العالميّ لليونسكو، كما تمّ تصنيفها أيضًا ضمن قائمة "الرامسار" للمناطق الرّطبة ذات الأهمية الدولية. تلعب محميّة إشكل دورًا محوريًّا في المحافظة على التّوازن البيئيّ. ومن ناحي أخرى توفّر محميّة إشكل فرصًا متعدّدة للتّنمية المستدامة، مثل السّياحة البيئيّة، وتنمية البحث العلميّ، وتدريب الكفاءات المحليّة في مجال حماية البيئة. وهي تساهم أيضًا في دعم النّشاط الفلاحيّ المحيط بها من خلال دورها في تغذية الأراضي المجاورة بالمياه. أمّ مناخها فيتميّز بكونه مناخًا متوسطيًا، يُعْرَفُ بشتاء معتدل ممطر وصيف حارّ وجافّ وتتراوح كميات الأمطار السنوية بين 400 و600 مليمتر تقريبًا، ممّا يؤمّن توازن النظام البيئيّ الرّطب بالمحميّة.
راح الأصدقاء يتبادلون النّظرات بدهشة وإعجاب، بعضهم دوّن ملاحظات في دفتره، وبعضهم اكتفى بالإنصات وهو يفتح عينيه على وسعهما. كان الانبهار واضحًا على وجوههم، وكأنّ مهران نقلهم بكلماته إلى قلب المحميّة، ليروا بعيونهم أسراب الطّيور ترفرف فوق البُحيرة، وليرسموا في خيالهم الغابات الممتدّة والسّهول الخضراء. قال أحدهم متحمّسًا:
- لم أكن أعرف أنّ تونُس تحتضن ثروة طبيعيّة بهذه القيمة !
و أضاف آخر:
- يجب أن نزورها مع عائلاتنا ! لا يمكن أن نضيّع رؤية مثل هذا الجمال.
ابتسم مهران بشيء من الفخر، فقد شعر في تلك اللحظة أنّ المعرفة ليست مجرّد معلومات تُقال، بل شعلة تُضيء العقول وتزرع حب الطّبيعة في القلوب.
لقد كانت تلك الليلة علامة فارقة في حياة مهران. لم تكن مجرّد مغامرة في الغابة، ولا مجّرد معلومات نقلها إلى رفاقه، بل كانت لحظة وعي عميق بأهميّة حماية ثروات بلادنا الطّبيعية. شعرحينها بأنّ محميّة إشكل لم تعد مجرّد اسمٍ في كتاب الجغرافيا أو موقع على خارطة، بل أصبحت في قلبه مسؤولية وأمانة، عهد بأن يكون من الجنود الذين يسعون إلى حماية الطّبيعة كما يحمون ذاكرتنا وأحلامنا وذواتهم. كان إحساسه مزيجًا من الفخر والامتنان هو يفخر بخوضه لتجربة تعلّم منها الكثير، يمتنّ للطبيعة التي اختبرته، فخرج منها أكثر نضجًا وصلابة. ومنذ تلك الليلة، كلّما همست له الرّياح باسم إشكل، أبتسم وقال:
- لن أنسى... ولن أتخلّى عن وعدي لها.
أنهى مجدي قصّته بشغف، ثم أرسلها إلى لجنة المسابقة، وهو يحلم بأن تصل كلماته إلى قلوب القرّاء.ومرّت الأيام... وفي صباح يوم مشمس، تلقّى مجدي رسالة جميلة من إدارة المجلة تعلن عن فوزه بالمرتبة الأولى ونيله الجائزة الأولى! قفز من الفرح، وهو يلوّح بالرسالة عاليًا، وقد غمرته مشاعر الفخر والسّعادة. شعر مجدي أن تعبه لم يذهب سدى، وأن حبّه للقراءة والخيال قد فتح له باب النّجاح.
✨ اقرأ أيضًا:
نداء الغابة: وضعية تقييم في الإنتاج الكتابي للسنة السادسة.
تجدون عبر هذا الرّابط وضعيّة التّقييم لهذه القصّة.
🔍 اكتشف التقييم الآن